هذه رواية مبدعٍ كبير يضعها طموحها الاستثنائي في صدارة الروايات الأميركية اللاتينية. "رواية شاملة" أرادها كورتاثار أن تكون بمثابة "قنبلة ذرّية" في مشهد أدب القارّة، وقد مثّلت حدثاً بارزاً في ساحة الأدب العالميّ، لأنها تضمّ النثر السرديّ الأشدَّ ثوريةً للغة الإسبانية، وهي تعادل ما تمثّله رواية "يوليسيس" في النثر الإنجليزي."الحَجْلة" ترسانةٌ كاملة من التجديدات: في لغتها،وبنيتها، وأسلوبها، ومداها، سعياً إلى معنى أرقى للحياة، في لعبةٍ لغويّة هائلة مشبَعة بالفكاهة، والحيويّة، والشاعرية، والطوباوية الملازمة لكلّ بحثٍ أصيل.إنها "ملحمةٌ كوميديّة"، وتأمّلٌ طويل في تناقضات الواقع ومنظوراته المتعارضة، تعكس أصداء الدادائية، والسوريالية، والوجودية، وتتيح للقارئ قراءةً إبداعية تجمع أجزاءها وتجعل منه المبدعَ الحقيقيّ للعمل النهائي.بحثاً عن حبيبته ماغا، يشرع البطل في رحلة هائلة من باريس إلى بوينوس آيرس، من حجْلةٍ إلى أخرى، بحثاً عمّا يدعوه "السديم المتجسّد"، هذا السديم المتجسّد هو الرواية ذاتها، رواية الجسور بين ما ضاع وما يمكن استعادته. بحثٌ دائم، وفكاهة، ولعب، وحنين إلى حياة حقيقية، إلى العبور، مثلما في الحجلة، "من الأرض إلى السماء".