إنَّ تاريخنا الدِّينيَّ وغيرَ الدِّينيِّ مذكَّرٌ، فجميعُ رُواةِ التَّاريخِ هُم مِنَ الرِّجَال، وما رَوَوْهُ منَ التَّاريخِ ذكُورِيٌّ.حَاولتُ في هذهِ الرِّوايةِ التَّاريخيَّةِ المُختصرةِ أنْ أُزِيلَ الغُبارَ عن خرائبِ التَّاريخِ الغَابِر، وعنِ الآثارِ الخَفيَّةِ لنساءٍ حطَّمتْ أقدامَهنَّ صخورُ الصُّعوباتِ حتَّى يتمكَّنَ الكثيرُ من الرِّجال من العُبور بسهولةٍ. نساءٌ مهَّدْنَ الطَّريقَ من دونِ أن تظهر أسماؤهن، لكن الرِّجالَ نادراً ما يذكُرونَ جهودَهُنَّ. هذا الكتابُ هو إِعادةُ قراءةٍ للأحداثِ التَّاريخيَّةِ من وجهةِ نظرِ اِمرأةٍ؛ (فاخِتة؛ أختُ الإِمامِ عليٍّ) وهيَ تَروِي لنا عن (النبيِّ محمَّدٍ)، أكثرِ الشَّخصَّياتِ المؤثِّرة فوقَ هذهِ البسيطةِ، وقائعَ لم نسمَعْ بها من قبلُ قطّ.َهي روايةٌ تاريخيَّةٌ استثنائيَّةٌ تواكِبُ المراحلَ الأُولى من فجرِ الإسلامِ وظهورِ الدَّعوةِ المُحمَّديَّة، وطفولةِ النَّبِيِّ محمَّدٍ بين أقرانِهِ، وقصَّةِ حياتِه كاملةً حتَّى فتحِ مكَّة، ترويها، للمرة الأولى، اِمرأةٌ هي: " فاخِتة بِنْتُ أبِي طالبٍ"، ورفيقة مُحمَّدٍ (ص) في صِغَرِه.