انسحب (حدّاد) محاولًا ألا يبتسم. هناك ما طرأ، شخصية جديدة تجسَّدت، وتشكَّلت في بطء، مهمتها الحالية، بث رسالة نفسية مفزعة، وربما يجب عليه القلق، وحتى الرعب، تمامًا كما وقع مع هذا الشاهد نصف الثمل المرتعب! هي حتمًا جريمة المساس بالشرف المألوفة هنا. جرائم قتل مروعة في حق النساء، لها سطوتها لدرجة كافية لعدم القيام بأي تدخل مباشر لإنقاذ الضحية، حتى حين تقتل علانيةً أمام الملأ، الكل هنا تنتابه شهوة القصاص الغريبة. لطالما كره مثل تلك النوعية من القضايا، فالقانون لا يتدخل بصورة مباشرة حين يتعلق الأمر بما يُسمى "جريمة شرف"، لأنه يحسب النساء ملكية خاصة بالرجال، هناك استباحة وتواطؤ مجتمعي عنفي متفق مع هذه الفكرة الصلدة. تفكر (حدّاد) مهمومًا كي يُضَيِّق من نطاق دائرة البحث القابعة في صدغه. جريمة شرف، لم يردها كذلك، إذ تعني تحرر القاتل وتعسر إدانته بشيء، غالبًا ما يكون القتل دفاعًا عن الشرف، مصير المرأة وحدها، في حين، يتابع شريكها المفترض حياته دون عقابٍ حقيقيٍّ يُذكر، فالتلميح بوجود حالة اعتداء على الشرف، أكثر من كافٍ لإحجام الناس عن التدخل في جريمة قتل، تقع أمامهم لأنثى.