لا اعتراض في كون "ألف ليلة وليلة" حافلة بمنطق التهميش، فإن جل الأفكار لم تخرج إلا من رحم هؤلاء الذين اشتبكوا مع غيرهم في مرجل الحياة، ومن ثم تشكلت رؤاهم الفكرية والفلسفية، فالفكر ابن مجتمعه. إن تحديد ثنائيـة المـتن والهـامش فـي الخطـاب الأدبـي عمومًـا تأتي وفـق النسـق الثقـافي ومحدداتـه الاجتماعية الثابتة، ومرتكزاته التي يصيغها في صـورة أعـراف وقـوانين؛ بحيـث يمثل المـتن الخطاب الرسمي للأغلبية والسائد مجتمعيًّا، ويكون الهامش هو خطاب الأقليـة المجابـه له والمنحرف عنه، لكن ألف ليلة وليلة لم تقع في فعل المجابهة الحاد بين تنازع خطابين سائرين، أقصد الخطاب الرسمي للأغلبية في مقابل خطاب الأقلية.