-هذه رواية رائدة في مجالها، حيث طرقت موضوعًا، ودخلت عالمًا لم يسبق لأي كاتب عربي أن تطرق إليهما أو تناولهما، فقد امتلك الروائي والكاتب العراقي رائد العزاوي، الجرأة ليدخل إلى قلب أحداث وكيانات تكاد تكون مجهولة تمامًا، ويتعمق في تفاصيل إحدى خلايا تنظيم القاعدة.. كيف يفكر هؤلاء الناس، وكيف يقتلون ...على الظن، من خلال رحلة شقيقين مصريين أحدهما تحول إلى إرهابي ودفع الثاني الثمن، عشرات الشخصيات والأماكن والأحداث تتداخل تحت نظر أجهزة مخابرات كبرى، تستغل الجميع لتنفيذ مخططاتها، رصدها الكاتب عن قرب إتاحة له عمله مراسلًا لمحطة ال"BBC" العالمية في أنحاء عديدة من العالم، فتعمق في هذا العالم ورصد خباياه بلغة بسيطة وموحية، لا تخلو من بلاغة يفرضها هذا الزخم الروائي الفريد."... تلك العين ليست غريبة عليه، شيء ما يجذبه نحو ذلك الملثم، أفاقته من شروده ضربة قوية علي أسفل عنقه من الخلف فسقط أرضًا، يعالجه الرجلان بركلات متتالية.. لا تزال عيناه معلقتين بذلك الملثم، الذي صحى فجأة: كفى، توقف الرجلان ونظرا إليه، فهز رأسه مرتين، فأخرج الرجلان مسدسين مزودين بكاتم الصوت، ولأن وجهيهما كانا مكشوفين، أسرعا بالخروج، وكان قاسم خلفهما.. توقف وهو ينظر إلى محمد، الذي رفع عينيه بصعوبة، ونظر نحوه نظرة لن ينساها قاسم مهما مرت به السنون، نظرة لا توصف.. نظرة زلزلت قاسم وجعلته لأول وهلة يتذكر أن الشخص المضرج في دمائه هو شقيقه الأصغر، جذبه أحد الرجلين بعنف ودفعه نحو الأمام.. وفاضت روح الشاب ليكون أول ضحايا قاسم و.. وأقربهم إليه!".
