إذا كان كتاب جيمس فريزر )الغصن الذهبي( واحدا من الأعمال الخالدة، فها هو واحد من أعظم فالسفة العصرالحديث )لودفيغ فيتغنشتاين يفكك )الغصن الذهبي( بعمق وحرارة ودْربة علمية مشهود لها»إن فريزر أكثر وحشية من أغلب متوحشيه )...( إن تفاسيره للعادات البدائية أكثر فظاظة من داللة هذه العادات نفسها«: يكتب فيتغنشتاين، ويشجب، من خالل العقلية الفيكتورية لفريزر، ادعاءات وأوهام العالم المسمى متحضراً، والعمى الذي يتميز به عصرنا تجاه ذاته. إن مالحظات فيتغنشتاين حول )الغصن الذهبي( هي رد فعل عنيف ضد المركزية العرقية )اإلثينة( التي تعبر من خلالها حضارتنا العلمية عن رضاها عن ذاتها وهذا الكتاب ليس وقفا على تلك المالحظات، بل يحتوي أيضاً على ما هو بالغ األهمية في دراسات جاك بوفريس لما قدم فيتغنشتاين في األنتربولوجيا، ولما بينه وبين شبنغلر، مقلبا على وجوهه السؤال عما بين الميثولوجيا والسحر والفلسفة، وعن الخرافة السببية، وفي هذا ما فيه من العالقة غير المباشرة مع فريزر وغصنه الذهبي.*** من منشوراتنا أيضا: جيمس فريزر: البيبلوتيكا: المكتبة اليونانية – ترجمة حنا عبود
