يُمكنني الآن أنْ أمَيّز صَوْتَ الديكِ الكبير الذي يُشبه لونه نوارة القول الحِرَاتِي، بِزَهْرِهِ البَنَفْسجي المخلط بالبَيَاضِ الثَّلْجِي. بعيني وأذني أتابع حركة رياح الليل تهدأ شيئاً فشيئاً فتزيخ الشحب الليلية الداكنة وَتَسْحَبُها للبَعِيد، لتُفْسِحَ مَكَاناً للشحب البيضاء حتى تنفتح آلاف الكُوَّاتِ مِن سَمَاءِ اللهِ فيطلع النهارُ، وكانت خُيُوطُ الشَّمس الأولى تُهَيِّئ سَمَاءَ اللهِ والأرض والزرع وشواشِيَ الأشْجَارِ لِطَقْسِ شُرُوقِ الشَّمْسِ.