لو كان الشجن رجلاً لما قتلته بل لدعوت له بطول العمر. كيف تمكن هذا الإحساس المختال أن يصقلني ويشذب نزقي الذي كان طبعاً فيّ؟ كيف صرت
أرى الدنيا ومن فيها بلون آخر لا خبرة لي به، أجهل درجاته وتتلعثم في تفسيره
كلماتي، بل تتعثر في الإقرار به عيناي؟ هل كنت مصابة بعمى الألوان؟ أم أنني كنت
سليمة، ستة على ستة، وإن ما أراه الآن، على شاشة رؤيتي، هو اللون الغلط؟ حتى
ضحكتي تغيرت. لم أعد أقهقه من قلبي كالسابق، كاشفة بلا خجل عن أسناني السفلية
المعوجة التي وصفها كالفن بأنها تشبه مقهى شعبياً تشاجر رواده بالكراسي