لقد عاش توماس في ويلز وخارجها، وقاسى تجربة الاغتراب الجسديّ والثقافي. لقد كان معزولاً عن مواطنيه لسنين طويلة، ومغتربًا عن أرضه وهويَّته، وتاريخه أيضًا. وهكذا بعد استقراره في مدينة أبردارون في عام 1967، غابت صورة ويلز الرُّومانسيّة من مخيّلته بالتّدريج لتتحوّل إلى أرض لا تراها العين المجرّدة، وإنّما تقع بين السّحاب الخالد، صعبٌ الوصولُ إليها، لا يُمكن للغرباء أن يلوِّثوا ترابها النَّقيَّ ويُشوّهوا لغتها ويمحو تراثها، ولا توجد مساحة للآلة أو الجرّارة لتدمّرَ طبيعتها المضيئة. لقد وجد توماس، أخيرًا، الأرضَ الَّتي كان يبحثُ عنها.