تأتي هذه الدراسة في شكل رحلة فكرية تخوض وتغوص في أغوار "المخيال التاريخي الاسلامي بحثا عن المنعطفات الرئيسية لتشكل "العقلية المؤامراتية" في اطاره، وما ينتج عن ذلك من تمثلات سياسية. كما تمثل في سياق آخر تواصلا وتصحيحا لأطروحة سابقة نشرت سنة 2017 بعنوان "العقلية المؤامراتية وتجلياتها على العقل السياسي الاسلامي". تجسد هذه الدراسة محاولة بحثية تعرّج على عديد أهم المنعطفات التي قادت الى تشكل العقلية المؤامراتية في سياق تاريخ الاسلام. وفيها سيتم التطرق الى كثير من الأحداث المسكوت عنها في السرديات "المتعارف عليها" للتاريخ الاسلامي، والتي تطغى على أغلبها النزعة المحافظة المرقعة بالتفسيرات المؤامراتية من هنا وهناك. من خلال محاولة قراءة التاريخ الاسلامي قراءة تاريخية تتجاوز سياجات "الميتا-تاريخ" المقدس، تنطلق هذه الدراسة من فرضية أساسية مفادها أنه لا يمكن فهم اشكاليات الفكر الاسلامي التاريخية أو الراهنة بطريقة موضوعية إلا بعد التفريق بين "التاريخ" و"الميتا-تاريخ"، بين الظاهرة الانسانية و"المقدس"، بين "التاريخي" و"الأسطوري"، بين "الحدث التاريخي" وتمثلاته داخل "المخيال الجمعي".