ترسم هذه الحكايات، بصورة واضحة، الحياة اليومية لشعب (الإسكيمو)، وأنماط تفكيرهم، وتصورهم لكون، وعالمهم الروحي المكوّن من ديانتهم البدائية أو الأسطورية. ولحكاياتنا هذه خاصية فريدة، فهدف راويها تخفيف وطأة الوقت على سامعيه أثناء ساعات الظلمة الطويلة، ومساعدتهم على الخلود للنوم، لذلك غالباً ما يقدم حكايته فخوراً: «لم يسمع أحد قطّ هذه الحكاية..». وقد تصل حكاياته إلى مستويات شعرية عالية حين يبوح صادقاً بالأسى على انقضاء «الأزمنة الماضية»، حيث كانت تسود الفضيلة والشجاعة والمهارة والرومانية، وفي هذا لمسة إنسانية فريدة تمنح أولئك الصيادين البائسين، والمبعدين عن المتعة والأمان في الإسكيمو، مكانتهم اللائقة بين شعراء العالم.