لعل الأساس الأنطولوجي للتأثير الذي يحققه المسرح على المتلقين، يتأسس على ما يمكننا وصفه بأنه ثنائية التوحد والانفصال في العلاقة بين هؤلاء المتلقين من ناحية، والنص أو العرض المسرحي من ناحية ثانية. وهذا التوحد أو الاندماج الذي يعيشه المتلقون لحظة قراءتهم النص المكتوب، أو لحظة تلقيهم العرض المسرحي، هو الأساس الذي يؤدي إلى تحقيق التطهير خلال القراءة والمشاهدة وفي نهايتهما أيضاً. لكن معنى هذا التطهير، لا يتوقف عند الحدود الأرسطية التي قرنته بالتحرر من عاطفتي الخوف والشفقة؛ بل يتسع ليكون تطهيراً شاملاً، يقوم على تحرير المتلقي من أهوائه أو مشاعره المحزنة أو الضارة.