-بمجرد اختفائه من الصالة أخذ الشخص المرافق يخرج جهازاً من حقائبه، وراح يوجهه نحو الأركان والجدران والأسقف باحثاً عن شئ ما، حين خرج مراد من غرفته سأل بغضب عما يحدث، فردت راشيل بان ذلك حفاظاً على سلامته، ولم يكن ذلك مقنعاً له، فجاءت نبراته بغلظة لم يتوقعها أى منهم: "لا ...أعتقد ان أمرى يشغل أحداص كى يتجسس على".. هنالك انطلقت ضحكة مشبعة بالأنوثة والدلالل: "ليس هناك اهم من عميد الموريسكيين لننشغل بامره"..هذه الرواية تأخذ القارئ إلى عوالم شجية، وتربط بين الماضى السطورى المفعم بالألم، والحاضر الاستثنائى المشبع بالأمل.. من خلال شخصية "مراد"، الموريسكى الأخير، أو عميد الموريسكيين، الذى يعيش فى مصر حياة أشبه بحكايات جدته عن المجد الغابر، وحماية العين الراعية للأبناء والأحفاد، وكفاح الأجداد لاستعادة المُلك الضائع، وغيرها من تفاصيل أجاد الكاتب فى سبكها، وأبدع فى حبكها؛ ليصل الماضى بالحاضر، عبر اسلوب شيق، رصين.