يعدُّ كتاب إرنست رينان النبي محمد وأصول الإسلام الذي ترجمه الدكتور منتجب صقر انعكاساً لرؤية الإسلام بعيون ترى السحر في الشرق، وهذا ما قد عبر عنه تمنيه أن يولد مسلماً كي يحج، كما أنّه عبّر عن إعجابه بالشرق حين وجد أنّ الأنبياء محقون في مجيئهم إليه، فثمة جمال وروعة هنا، يحاول رينان أن يدفع المشاعر التي نطق بها باحثاً بموضوعية عن أصول الإسلام، ونشأة نبيه، مع ذكر لبعض الأحداث فيما يخص العرب عامة، والمسلمين خاصة، قبل الإسلام وبعده، وقد ذكر في هذا الصدد ما كانت عليه العرب من عادة وأد البنات وما آلت إليه بعد الإسلام من تكريم للمرأة، مع ذكر سريع لقصة إسلام شخصية مهمة دون ذكر الأثر الناتج. يدعو رينان إلى ضرورة تكيف الدين مع التطورات المحيطة، وينادي بأهمية القائد للاستمرارية، ويرى أنّه من التطفل تدخل الدول الأوروبية في الدين الإسلامي، فللشعوب حقها في الإدارة والرئاسة. نستطيع أن نقول إنّ كتابه نتاج بحث سريع خلقه الفضول الذي يحمل في طياته نقصاً في المعرفة، إلّا أنّنا لا نبخسه حقه فيما اجتهد، بل لا أنكر أنّني قد تعرفت في هذا الكتاب إلى قصة لم أكن قد سمعتها من قبل، وهي سبب الوأد. لقد حاول رينان أن يخوض غمار النفسية العربية ليعرف التأثر والتأثير المتبادل، فالدين الإسلامي لم يأت ليهدم الأخلاق الحسنة المتعارف عليها، بل ليتممها، وليزيل من العقلية الجلفة والغلظة، فترق.