والمقالات لا تنفي كثِير حِرْصِها، لحظة كتابتها، على تقويس الأفكار التي رغبت في قولها إلى أقصى ممكناتها حتى لا يبقى للفكرة منها سوى حالين إما أن تنكسر لهشاشتها فتصير نوعًا من الخشب، وإما أن ينطلق منها سهم معناها جريئًا ومليئًا بعزمه، فإذا هو يَشُلُّ بطون المعاني التي تأكلت شرعيتها خارج اللغة، أعني تلك المعاني التي طالت إقامتها بيننا كأنها العذاب، وصارت لا تقول شيئًا آخر إلا نفسها، أي: ما لا يعنينا نحن الآدميين.