بدأ قصة هذا الكتاب من الإمام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي المتوفى سنة481هـ، الذي ألَّف كتاب (منازل السائرين)، حيث قسَّم طريق سير المؤمن إلى الله تعالى إلى مائة منزلة، ألفه حين سأله جماعة من الراغبين في الوقوف على منازل السائرين إلى الحق من أهل هراة، فأجاب ورتَّب لهم فصولاً وأبواباً، فجعله مائة مقام مقسومة على عشرة أقسام كل منها يحتوي على عشر مقامات، لكنَّه وقع في بعض الأخطاء العقدية، واستفاض في كثير من المسائل، ثمَّ جاء بعده الإمام ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 571هـ ليشرح تلك المنازل شرحاً منقى ومصفى من تلك الأخطاء، ليقدِّمها في صورة مشرقة ناصعة تحافظ على صفاء العقيدة ونقاء التوجيه التربوي.