إن الخواطر والمواقف والقصص المذكورة في هذا الكتاب عبارة عن قطار يمر كل يوم على ذات السكة محملا بلون جديد من المشاعر المتباينة، يحمل بداخله باقات من السعادة والفرح ، يركب هذا القطار فئة من الأشخاص الذين يتفاوتون في أفكارهم ومشاعرهم ونظرتهم للحياة، الراكب الذي يجلس على طرف النافذة يرى أن الحياة عبارة عن أمل قادم لا محالة لإنه يؤمن بأن الحياة شعلة إما نحترق بنارها وإما نطفئها ونعيش في الظلام، أما الراكب الذي بجواره فهو أحمق لإنه يرى الضوء أمام عينيه لكنه لا بصدق،وهناك راكب آخر من فرط التعب يرتمي في أحضان أشخاص من لا يثق مقدرتهم على الوقوف، وهناك راكب آخر يعتقد أن نهاية الأشياء من حوله هي نهاية العالم بالنسبة له،بينما في الزواية ثمة أشخاص يشتكون قلة الرزق، وقلة الحظ، وسوء الحياة، وخزائنهم مليئة وغنيّة، لكنّهم فقدوا مفاتيح كنوزهم .