وبوصفه باحثًا طبيعيًا وشخصًا حالمًا كان لدى «فورستر» مفهوم للطبيعة مشبع جملةً وتفصيلًا بمشاهداته؛ فقد رأى الطبيعة وتذوقها وتشممها
وتحسسها وسمعها ورسمها، قبل أن يمعن التفكير فيها. وكان رد فعلها عليها دائمًا
مرهف الحس. لم تكن الطبيعة تمثل له شيئًا مثاليًا أو شيئًا دنيويًا، وإنما كانت
قوة عارمة يمكن تجربتها بصورة مباشرة. كان «فورستر» يمتلك مفهومًا للطبيعة، رجع
الفضل فيه – بالمعنى الحرفي – إلى مشاهدته للعالم. وهو المفهوم، الذي لن يعكسه
«فورستر» إلا في وقتٍ لاحق وسوف يصنفه وفقًا للإحداثيات الفكرية لعصره.