صفحة ممزقة من صفحات سيرة الحارس حاولت كتابتها في يوم ما لكنني لم أقتنع بها فهي مرمية في سلة المهملات، لم يطَّلع عليها أحد، وقد جاء فيها: هو حارس المنارة منذ وعيت الحياة، وهو موجود في قريتنا، لكنني لا أعرف له أهلاً ولا أصدقاء. يقضي وقته في منارته البارزة من اللسان الصخري الممتد في وسط البحر، واحتكاكه بأهالي القرية مقتصر على الضرورات. لا يتحدث كثيراً، ولا نراه يلهو إلا قليلاً، وله بعض المواقف التي تجعل شخصيته أكثر إثارة للفضول. هذا ما أعرفه، وهذا ما تعرفه أنت الآن، وهذا ما يدفعني لأستمر في حكايتي في البحث عن قصة الحارس هذا...".