هذا الديوان وهبة للحب والجمال والحقيقة وإن كانت تلمع بين سطور وموع الوطن التى يذرفها على شهدائة أيضا إن الشكل الفنى يقف على الحدود الفاصلة بين الغنائى والدرامية وتكتسى الصور وشاحها من الطبيعية حيث المسرح الجمال الفطرى ورغم الإحباط والفشل والمرارة التى تطوق بليلها كل تجارب هذا الديوان فان العزيمة ...دورها واضح وصادق وثمة إدانة جهيرة للنكوص عن الفعل الجميل فعل الحب الرائع أن الصراخ فى هذا الديوان فان للعزيمة دورها واضح وصادق وثمة إدانة جهيزة للنكوس عن الفعل الجميل فعل الحب الرائع أن الصراخ فى هذا الديوان لاينطلق فقط من أعماق الحب الرائع أن الصراخ فى هذا الديوان لا ينطلق فقط من أعماق النفس الوحيدة التى تعانى الوحشة والقطيعة وغياب الأحباب ولكنه أيضا صراخ اجتماعى حيث يسقط إنسان العصر فى عنكبوت المخاوف الليلية وهو يحصى غنائم النهار أو بالاحرى هزائم النهار إن حاجة الإنسان للحب والصداق والتواصل الإنسان لم تكن مجرد رغبات تستبد بالكائن الحى أو الإنسان المعاصر لتزحية أوقات الفراغ وإنما هذه المطالب العالدة هى ضرورات الوجود الحقيقى ومن هنا فان افتقادها ليس عبئا بسيطا وإنما هو نوع من الاقتراب اليائس من دائرة الجنون السوداء إن البحر يلوح أيضا كمعبم عظيم للانسان بشموخه وهديره ورقصة إن الشعر لا يكتفى بهذا المسرح العابر الذى أقامته إرادة الإنسان الباطلة لتمثيل مهزلة دامعة وإنما الشعر يتجه الى المسرح الخالد الذى أقامته يد الله العادلة لأن فصول الرواية الشعرية ليست فقط هى مجرد التعبير التراجيدى للانسان وإماطة اللثام عن الحقائق الرائعة التى تنطوى عليها الحياة يوجب الحب والجمال والحقيقة فى هذا الديوان كشركاء للحزن والألم فى مسيرة الوجود وفى صميم التجربة الشعرية