أصوات متعدّدة تعلو لتروي حكاية ثورة ضاعت وتبخّرت أحلامها، حكاية بفصول سبعة يقصها أصدقاء جمعهم حبّهم للانعتاق والحياة والأمل بوطن حقيقي ينفرط العقد فجأة وتنفرط معه كلّ القيم التي آمنوا بها يوما بعد أن مسخت الظلامية فكرهم، وسدّدت الوشاية طعنات الموت إلى ظهورهم، وأحرقتهم المأساة، لتنغلق الرواية من ثمّ على مستجدات لم نحسب لها حسابًا! بأسلوب أخّاذ وهندسة روائية مذهلة يتنقل بنا خيرالدين جمعة بين تونس وليبيا وكوبا وفنزويلا وبلجيكا وفرنسا وكندا، ويقص علينا علاقات حب وكراهية وفساد وتآمر وتكفير وخيانة، وأحداث أنبتت جذورها الرجعية مسوخًا سطت على مصير شباب مندفع معاصر، وشوّهت مستقبلهم فذووا في ريعان عمرهم.