حُشاشة الروح By Mona Younes ... "بعد رحلة شاقة قطعها تَليلان الفارس العربي وزُبَيدة المصرية الفاتنة على فرسيهما لَيْل وعَفْتَب، من بَيداء الحجاز وصولًا إلى مصر المحروسة، قبل قرون عديدة. سألت زُبَيدة تَليلان وهي تلوذ بدفئه: ""ماذا تعني حُشَاشَةُ الرُّوح؟"". أجابها بعد أن امتصَّ صوتها المُنَغَّم بأذنه: ""حُشَاشَةُ الرُّوح هي آخر بواقي الحياة التي تتراقص كلهيبِ شمعةٍ تهبُّ عليها رياح الرحيل، قبل أن يغادر المرء ضيق الدنيا مُنتقلًا إلى رَحابةِ بَرزخه. هي الرَّمق الأخير وأطلال الضي المُشِع الذي عكف على إحياء رُوح القلب، طوال العمر الذي انقضى. حين يأكل الحُب من حُشَاشَةِ المَرء، فهو يُفنيه إلى سرمد المُنتَهى""