طاولةٌ بمقعدين، أحدهما مملوء ، والآخر مشتاقٌ كما الرجل الجالس مشتاق!
المقهى ساكنٌ على غير العادة، الأصوات هامسةٌ وكأنها تنتظر خطباً قادماً لترتفع،
الأنوار خافتةٌ لتُضفي على المكان كآبةً يحتاجها المشهد ليكتمل، والنادلون بزيّهم الأسودالمعتاد
كأنهم في حداد، وتلك الفرقة المتواضعة تعزف لحناً حزيناً مكروراً لا ينصت له أحد،
على الطاولة شمعتان، إحداهما تنازع ألا تنطفئ، وفنجان قهوةٍ بلا سكّر، وبلا روح،
وكانه صنع خصيصاً ليُشرَب على روح الحب!
من قال أن الحب لا يموت؟
قد مات فعلا، قتلته المواعيدالتي لم تتم، وكل ما يحدث في الصورة أعلاه؛ حفلةٌ على روحه.