"دروب وحشية" هي الرواية الأولى والوحيدة للناقد الدكتور نجم عبد الله کاظم، تناول فيها جوانب من الحياة الاجتماعية إبان حقبة من تاريخ العراق تلك هي حقبة الانتقال من النظام الملكي إلى الجمهوري، وما زامن ذلك من أحداث سياسية عربية، منها حرب 1967، وتنحي الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم، وما تبع ذلك من ردود فعل شعبي، وبخاصة لدى الشباب من طلبة الجامعات، يشكل المكون الاجتماعي والسياسي الأساس الذي انبنت عليه رواية (دروب وحشية)، وهو مكون يكشف في آخر الأمر عن المكون الروائي لكاتب الرواية الذي لم يعترف يوماً أنه روائي، بل كان يؤكد في بعض حواراته أنه بهذا العمل قصد تجريب فن كتابة الرواية، ومعاينة أجوائها بوصفه ناقداً لهذا الفن، أو أن يتمثل عمل الروائي ويعيش تجربته، وبهذا الشأن يقول في أحد حواراته "حين كتبت "دروب وحشية" وهي الأولى والأخيرة، كنت أمارس كتابتها كي أعيش أجواء الكتابة الروائية وعملية كتابة الروائي لروايته، كيف يفكر؟ وبماذا يفكر؟ وكيف تسير عملية البناء؟ انطلاقاً من تخصصي في نقد هذا الفن" ، وهي الرؤية التي انطلق منها في محايثة العلاقة الناظمة للتابوهات الثلاثة الفاعلة في تكوين الشخصية، وهي: السياسة والجنس والدين، وانعكاس ذلك كله على بناء الأسرة ومصائر الشخصيات في الرواية. د. مريم جبر