توقف محمد عن القراءة وكاد قلبه أن يتوقف مما قرأ..لم يكن يعرف أن هذا الكائن الوديع الصامت الذي كان يسكن معه في البيت نفسه كان محملًا بكل هذا الثقل و كل هذه الحكايات..هو الآن يدرك تمام الإدراك أنه لم يعرف زوجته يومًا، لم يكن يراها و لم يكن يسمعها و لم يكن يشعر بها و لم يكن يفهمها..لم يكن رجلها..المرة الأولى التي يشعر فيها بأنه يريد أن يعيد عجلة الأيام للخلف يومين فقط ، ربما كان يعطي لنفسه فرصة أكبر..ليفهمها..ليواسيها..ليعوضها عن كل هذا الألم الذي افترس لحمها وروحها..لماذا يسوقه القدر اليوم لقراءة مذكراتها التي أهملها لوقت طويل رغم إلحاحها؟!عالية ليست الوحيدة في عالمنا العربي...فكم من زوجات لم يعرف أزواجهن عنهن سوى القليل..وكم من زوج لم يكن رجل حقيقي لزوجته!!