عندما يضع جوزيف سيرينسيوني مؤلفاً بعنوان “رعب القنبلة النووية: تاريخ الأسلحة النووية ومستقبلها”، وهو الكتاب الذي بين أيدينا، علينا أن نقرأه بروية وتمعن لكون صاحبه يمتلك رؤية خاصة ومغايرة لكل ما يتعلق بعالم الأسلحة النووية ومخاطرها ودورها في لعبة التوازنات الدولية. في البداية يعرض سيرينسيوني تاريخياً للانشطار النووي والذرة بوصفهما أصل صناعة القنبلة النووية المعتمدة في الأساس على تفتيت الذرة، قائلاً:' إن فكرة الذرة موغلة في القدم وتعود إلى المفكرين الأوائل، ففي قرابة عام 400 قبل الميلاد استنتج ديمقريطس أنك إن قسمت المادة باستمرار ستصل في النهاية إلى أصغر جزء غير قابل للانقسام دعاه الذرة، وعنى بها الجوهر غير القابل للانقسام'.