تنبع معتقدات (الباسك) وحكاياتهم القديمة من الإيمان، ومن شعور أخلاقي عظيم، وتلقي أخيلتها أضواء على فضيلة عميقة أو حقيقة كبرى، وللبرهان على أن معتقدات الأسلاف مصدر للفطرة النبيلة يكفي أن نتأمل أبسطها.. «.. في تلك الليلة، لم يجف الرقاد جفنيها، ولم تؤرقها الرؤى، ولا الأشباح الوهمية، بل نامت هادئة، واستيقظت ممتلئة بالسلام الروحي، إذ أنها رأت روح ابنها، وعلمت أن الولد الذي أفرطت في حبه، كما في البكاء عليه، لم ينس أمه المسكينة، وأحسّت أن طفلها، الذي وهبته مشاع��ها، ذهب ليتحد مع أرواح ملائكة أشد حنوّاً».