تعدُّ الحقبة الأولى من العصر العباسي حقبةً مهمّة في مسيرة الشعر العربي، تنبع أهميتها من التغييرات التي أدركت الشعر مضموناً وبنية، وآزر هذا التغيير ظهور عدد كبير من الشعراء المجيدين، الذين حجبوا الرؤية عن كثير من شعراء الطبقة الثانية، ومنهم شاعرنا: الفضل الرقاشي، الذي عُني هذا الكتاب ببعث تراثه، وتقديمه للقراء والباحثين. لقد كان الفضل شاعراً مُبرزاً في زمنه مشهوراً، ثم استحال مغموراً بعد ذلك، فغُفل عنه ولم يجمع شعره قبل ذلك. لقد جمع هذا العمل بين دفّتيه شعره من المضان، وقُدِّم له بمقدمة ضافية عن حياته، التي تمثل صورة لحياة الشعراء في ذلك العصر، وتناول في مبحث آخر شعره، وخصائصه الفنية، وما قدّمه من تجديد للشعر في تلك الحقبة، قسّم المجموع ثلاثة أقسام، الأولُ: ما صحّت نسبته إليه، والثاني: ما نسب إليه وإلى غيره من الشعراء، والثالث: ما نسب إليه وهماً.