أعتبر كتابي الصادر قبل سبعة أعوام، تحت عنوان"الحركة القومية الكردية في سوريا-رؤية نقدية من الداخل"، بمثابة الجزء التمهيدي الأول في ما أرمي اليه من تسجيل لمشاهداتي الحية، وانطباعاتي حولها بما تسعفني بها الذاكرة، ومن ثم تفسيرها وتقييمها في الوقت ذاته خلال سنوات عمري التي قضيتها في صفوف الحركة السياسية الكردية مابين1958و2003وما حولهما، أي مايقارب نصف قرن من الزمان، بكل أحداثها وتطوراتها وتفاعلاتها الايجابية والسلبية وتجلياتها الحلوة والمرة، وهو مدخل مناسب لمتابعة الجزء الثاني الذي أضعه الآن بين أيدي القراء.وكنت قد أشرت في مقدمة الكتاب آنذاك أنني"حاولت قدر الامكان نقل الأحداث بموضوعية والامعان في تفسيرها، حسب المنهج العلمي الذي ألتزم به فكرا وممارسة، منطلقا من حقيقة أن التاريخ تصنعه الشعوب ويساهم فيه الأفراد.