قـد تكون المراحل الانتقالية صادمة ومفيدة، خاصة عندما تقف بين البصر والعمى أو بين العمى والبصر. عندما أدركت بأنني سـوف أرى بعد خمسة عشر عاما من العمى، بدت الصدمة مفيدة بما فيه الكفاية لبدء دفتر يوميات مفصل عن ردود أفعالي، في طريقة برايل، ثم بعد أن أصبحت الصفحات أكثر وضوحا باليد. وفي وقت لاحق عندما أصبحت العيون الضعيفة قد اعتادت على مضض وتدريجيا على الصفحة المطبوعة، بدأت بقراءة كتب المكفوفين. كان هناك شيء من الإكراه. لم يكن الأمر مجرد حماسة استعادة البصر. فأنا بحاجة لفهم مـا حـدث لي، فقدان البصـر واستعادته. ربمـا تجارب الآخرين يمكنها أن تخبرني ما الذي كان يحدث في. لكـن لـم يكـن هـوميروس، أو سامسون، أو هيلين كلير، أو جـون ميلتون هـم الـذيـن سـاعدوني أكثر من غيرهم. بل إن الأشخاص العصريين هـم الذين كانوا يتعاملون مع عالم معقد ودنيء.