كان اعتقاد شوبنهور راسخاً عن تفوق الإرادة على الفكر، حيث يقف الفكر عاجزاً إن لم يكن خادماً مطيعاً أمام قوة الإردة وسلطتها، والإرادة في الإنسان لا تعي فقط، بل تتألم، وحجم الوعي الذي يتملكه الإنسان يحدد حجم العذاب لديه، واستعداده لتقبل الألم ويعترف شوبنهور بوجود الشر، (لا وجود لعالم بلا شر، حيث أن عالمنا رغم وجود هذا الشر سيظل أفضل العوالم الممكنة، وهو العالم الذي أراده الله نفسه)، هذا هو جوهر الطبيعة البشرية وأبعادها المخفية المتمثل في صراع الإرادات ليس إلا، من هذا المنطلق طور شوبنهور نظريته الميتافيزيقية محاولاً سبر النفس البشرية وأغوارها، تلك الطبيعة التي ستكون محطات لأسفاره الفكرية من خلال هذه المقالات المتناثرة والتي انصبت في موضوعاته مقالات في الأخلاق والسياسة.