في أكتوبر من العام 1914 كتب كافكا «في مستعمرة العقاب» (In der Strafkolonie) ونقحها وأعاد كتابتها في عام 1918 قبل أن تنشر في أكتوبر 1919 في لايبزيج. تتعامل القصة مع تعذيب أحد السجناء في مستعمرة، وكذلك مع الجهاز الذي وضع لإعدامه. تـدور أحـداث «مستوطنة العقاب» في جزيرة غامضـة، كمـا أن شخصياتها حـرة مـن أسـماء شخوصها الذيـن يحضــرون بصفاتهـم الوظيفيـة. ومـن بيـن هـذه الشخصيات شـخصية المستكشـف، ذلـك الغـريـب الـطـارئ، الذي يصيـر شـاهداً علـى حـدث الإعـدام، الـذي يـروى مـن وجهـة نظـره.. بطلة الروايـة هـي آلـة شـديدة الغرابـة والتعقيد، يعاقـب المتهـم بطريقـة يقشعر مـن هولهـا البـدن. الشـاهد المسافر أو المستكشـف يبـدو حياديا، وإذا غلبـه الفضـول، انبـرى له الضابط شارحا مفسرا. وهـو ضابـط يعشـق آلتـه الجهنميـة، محتـرف فـي «استثمارها»، وتوظيفهـا فـي قطف ثمـار الألـم البشـري، يظهـر الضابط وكأنـه يعـبـد الآلـة بشـكـل مـن الأشكال، أو يقدسها وهـي اخـتـراع القائـد الـذي «سبقه فـي الإيمـان». وفي أثناء عملية السياحة فـي شـؤون هـذه الآلـة يصغي المـدان إلـى الحـوار بحيادية قدريـة، واستسلامية باردة، وكأنـه سـائـح هـو الآخـر أو عابـر سـبيل أو فأر اختبار أو أداة للتوضيح لا غير.