لم تحظ قصيدة من قصائد الشعر العربي عبر عصور تاريخه المختلفة باهتمام لافت للنظر، مثلما هو الحال مع قصيدة «لامية العرب»، فقد توالت عليها الدراسات والبحوث والتحقيقات عبر قرون عديدة لاستقصاء مكامنها الثمينة ودررها النفيسة على كافة الصعد الفنية والإبداعية والتاريخية والفكرية. فكان لهذه القصيدة الكأس المعلى من الاعتناء. والكفة الراجحة من التمحيص بكل شاردة وواردة فيها وبنحو نادر الحصول، إضافة إلى ذلك فقد نالت قسطاً وافياً من تسليط حزم الضوء على الجانب النفسي (السيكولوجي) لنفسية الشاعر وخلجاته من جهة. وعلى الجانب الاجتماعي (السوسيولوجي) العام لمحيط القصيدة الموضوعي وبيئتها من جهة أخرى.