يتجاوز "مائة رواية ورواية: روايات عربية أثْرت القرن العشرين" جدلية أن تكون الرواية العربية امتداداً لأشكال سردية كبرى ظهرت في التراث العربي أو أنها نوع أدبي جاء ثمرةً للمثاقفة مع السرديات في العالم، فحضور الرواية العربية وتأثيرها الفاعل في المشهد الثقافي يغنيان عن ذلك؛ حيث غدت الرواية العربية جزءاً أصيلاً في الحياة الثقافية العربية، كما تمكنت بعض نماذجها أن تحضر في المشهد الروائي العالمي. يقدم هذا الكتاب طائفةً من الأعمال الروائية التي اختارها أربعة عشر ناقداً عربياً لقوة حضورها، وقدرتها على أن تجيب على أسئلة الراهن وأن تتخطى لحظة إبداعها دون أن تفقد أبعادها الجمالية. لقد عرفت الرواية العربية على امتداد القرن العشرين نقلات نوعية على مستوى البنية والمحتوى، وتمكنت بفضل ما تنطوي عليه من قدرة على استيعاب العديد من الأنواع الأدبية، وحشد الكثير من التفصيلات الجزئية المستمدة من الحياة، أن تشكل مدونة عربية معاصرة. ففي الرواية العربية يتجلى الحس التاريخي والموروث الحضاري وتبرز الهوية الثقافية، إضافة إلى أسئلة العصر وتحدياته. يهدف "مائة رواية ورواية" إلى التعريف بالروايات المختارة وبمبدعيها، ويقدم مقتطفات منها سعياً إلى إحياء الحوار حولها، دراسةً وترجمةً واستلهاماً في الأعمال الدرامية، وتمهيد الطريق أمام قراءات جديدة تستأنف النظر فيها، فتعاين تحولاتها وشخصياتها وأساليبها السردية وأماكنها وحبكتها ولغتها وتجلياتها الجمالية.