تفاعلت الحضارة العربية في تاريخها مع حضارات عديدة، وكان من نتاجها الأدبي كتب غيّرت وجه العالم بمداخلها الأدبية والفلسفية والعلمية، وأسهمت في تراكم المعرفة العالمية وفي فهم الحالة الإنسانية. في هذا الإطار، يهدف مائة كتاب وكتاب إلى انتخاب مجموعة من هذه الكتب، وتعريف القارئ بها وبأصحابها وبالأنواع الأدبية التي تنتمي إليها، في محاولة للإضاءة على إبداع العرب والمسلمين القدامى، وتأمين قنوات التواصل مع إبداعاتهم واستمرارية الاستلهام منها في جوانب إبداعية شتى. يركّز مائة كتاب وكتاب على الأعمال ذات الطابع الأدبي واللغوي بالدرجة الأولى، لكنه يتوسّع ليشمل الأعمال التي تنتمي إلى العلوم الإنسانية عامة. وتضم قائمته كتباً ممثلة للأدب العربي والقيم التي احتفل بها، ولكنها لا تسعى لأن تكون قائمة تهيمن على الذائقة الأدبية أو المعرفية، ولا تدّعي أنها تضم "أفضل" الكتب، وليس غرضها المقارنة بين الكتب التي تضمّنتها، أو التي لم تتضمّنها. وتتنوع فيها معايير اختيار الكتب، فبعضها ولّد أنواعاً أدبية جديدة، وبعضها كان له الأثر في أدباء عصره أو العصور اللاحقة، وبعضها انتشر انتشاراً جغرافياً واسعاً، إلى غير ذلك. يهدف مائة كتاب وكتاب إلى التعريف بالكتب المختارة، وبأهم المصنّفين في الأدب العربي، وبالأنواع الأدبية المتنوّعة التي عرفها التراث العربي (الخطابة، المقامة، الترسّل، القصيدة، الرحلات، السيرة الذاتية،....). كما يرمي المشروع إلى إعادة إحياء النقاش حول الكتب التراثية وأثرها، ورفد المشاريع المهتمة بمناقشتها ودراستها وترجمتها والتفاعل معها والاستلهام منها، ويمهّد الطريق أمام دراسات متعدّدة الاختصاصات، ودراسات مقارنة عابرة للثقافات واللغات.