ثم بعد ذلك كلّه يأتي الغرباء، أولئك الوحيدون الذين يخترعون قصصهم ويروونها ويستمعون لها. المميزون الذين اكتفوا بذاتهم ليس لسبب أرادوه ابتداءً، وإنما لجئوا لذلك العالم الذي لا يدخله إلا المنبوذون، الذين اضطرتهم وحدتهم إلى البحث عن عالمٍ إليه ينتمون وفيه يرون الجمال والقبح والخير والشر رأي الخيال لا العين، بل يصنعونه بأنفسهم، ويكونون هم الحكّام المستبدّين ينتصرون لأي الطرفين شاءوا.