فهل من المعقول أن نتهرب من الكتابة كلما بزغت الشمس وفلقت السماء، أو توارت وراء الغيوم أو غطست في البحر؟ وهل يمكن أن نغض الطرف ونمتنع عن القلم والورق كلما اختال الربيع في جبال لبنان، وضحك في سهوله ووديانه وترقرقت المياه في ينابيعه وأنهاره؟! كيف لا نستحضر لغة الأزل؛ كلما صدحت الأطيار في فضائه، أو تغازلت على أغصان أشجاره، أو كلما فاحت عطوره من صعتره وريحانه واغتسلت فراشاته بقطرات الندى على وروده وأزهاره!! كيف نتجاهل سيمفونيات الطبيعة في الغابات والجنائن المعلقة وبساتينها، وممالك نحلها تصنع العسل للكائنات جميعاً !!