مصارع الفرسان في الجاهلية

شحن مجاني
بقلم(الكاتب)محمود الفردوس العظم‎
USD‎ 36.00
متوفر بالمخزون
دار التكوين
شحن مجاني حول العالم
100% ضمان استرجاع النقود
نسخ أصلية
أبو فراس الحمداني من الشخصيات التي جاء ذكرها في هذا الكتاب، فهو وكما تدل ترجمته فارس الفرسان وشاعر الشعراء، إذ لم يكتف المترجم في ذكر نبذة عن حياته وشخصيته ومواقفه التي كان فيها فارساً، إلى جانب ذلك هو يسوق شواهد من شعره الذي لازمه في جميع مواقفه وحول أبي ...فراس جاء في هذا الكتاب أن نسب أبي فراس هو أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث ابن لقمان بن راشد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف... بن بكر حبيب بن غنم بن تغلب، ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة ابن حمدان، قال الثعالبي في وصفه: كان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلاً وكرماً ومجداً وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سائر بن الحُسن والجودة والسهولة، والجزالة والعذوبة، والفخامة والحلاوة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف، وعزّة الملك، ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز.وأبو فراس من يعدْ أشعر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام، وكان الصاحب ابن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وختم بملك، يعني امرأ القيس وأبا فراس، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز، ويتحامى جانبه فلا ينبري ولا يجترئ على مجاراته، وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان تهيباً له وإجلالاً، لا إغفالاً وإخلالاً.وكان سيف الدولة يعجب جداً بمحاسن أبي فراس ويميزه بالإكرام على سائر قدمه ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله، وكانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها، وهو جريح قد أصابه سهم قد بقي نصله في فخده ونقلته إلى خَرْشنة، ثم منها إلى قسطنطينية، وذلك في حسنة ثمان وأربعين وثلاثمئة، وفداه سيف الدولة في سنة خمس وخمسين، قلت (والكلام ما زال للثعالبي): هكذا قال أبو الحسن علي بن الرزاد الإليمي، وقد نسبوه في ذلك إلى الغلط، وقالوا: أُسر أبو فراس مرتين، فالمرة الأولى بمغارة الكمل... والمرة الثانية أسره الروم على منبج في شوال سنة إحدى وخمسين، وحملوه إلى القسطنطينية، وأقام في الأسر أربع سنين، وله في الأسر أشعار كثيرة مثبتة في ديوانه، وكانت مدينته منبج إقطاعاً له، ومن شعره: قد كنت عدّتي التي أسطو بها، ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي فرميت منك بصدٍّ ما أمَّلْتُه، والمرء يشرق بالزلال البارد... فصبرت كالولد التقي لبرّه، أغضى على ألمٍ كضرب الوالد.وله أيضاً: سكرت من لَحظةِ لا من مدامته، وما زال بالنوم عن عيني تمايله... فما السلاف دهتني بل سوالفه، ولا الشمول ازدهتني بل شمائله... ألوى بعزمي أصداع لُوين له، وغال قلبي بما تحوى غلائله، ومحاسن شعره كثيرة، وقتل في واقعة جرت بينه وبين موالي أسرته في سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ورأيت في ديوانه أنه لما حضرته الوفاة كان ينشد مخاطباً ابنته: ابنيتي لا تجزعي، كل الأنام إلى ذهاب... نوحي عليّ بحسرةٍ، من خلف سترك والحجاب... قولي إذا كلمتني، فعييت عن ردّ الجواب... زين الشباب أبو فراس لم يمتع بالشباب.وهذا يدل على أنه لم يقتل، أو يكون قد جرح وتأخر موته، ثم مات من الجراحة، وقيل إن هذا الشعر قاله وهو أسير في أيدي الروم، وكان قد جرح ثم أسر ثم خلص من الأسر، فداه سيف الدولة مع من نووي من أسرى المسلمين.ويمضي صاحب هذا الكتاب في سرد سيرة أبي فراس، منتهيأ إلى ما جاء في المراجع المختلفة حول سيرته، وهكذا كان منهاجه في جميع من ترجم لهم من الشخصيات التي كان لها شأنها ومواقفها الشجاعة فكانوا من الفرسان الذين دوّنت حولهم السير؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب "مصارع الفرسان"... إنما يعدّ إحياءً لمخطوط أبو عبيدة معمر بن المثنى "مقاتل الفرسان" الذي فُقد، فكان هذا الكتاب على خطاه مضافاً إلى فرسانه من مات منهم على فراشه ولم يقتل.
تاريخ النشر
2024
بلد النشر
سوريا
اللغة
العربية
النوع
غلاف ورقي
عدد الصفحات
1188
الجمهور
عام

لم يتم العثور على أي تقييمات

عناوين ذات صلة