يجب أن يكون الماضي جزءًا من المستقبل وليس بديلا عنه. ويمكن تحديد موقفنا من التراث الذي بات يشكل عقبة في تفكيرنا بالبحث عن نتائج الأفكار وليس عن أصلها أو مصدرها كما يقول التجريبيون. حقيقة لا فكر جديد دون جذور ولكن قيمة الفكرة ليس في تاريخها ولا تستجد قدسيتها في طول فترة الاعتقاد بها. ليس صدقها نابعاً من ذاتها واتساقها كما يقول العقليون. فصلاحية الفكرة تتمثل في كونها خطة للسلوك. ويرتبط معناها بنتائجها وصدقها بنفعها وتحقيقها للرضا. وبذلك يصبح لدينا معيار لتنقية التراث، وحسم الخلافات التي قد ترتبت على النظرة التقليدية للحقيقة. فليست هناك حقائق ثابتة مطلقة دائمًا. الحقيقة من صنع الإنسان وليست الحقيقة المطلقة إلا نتاج المجتمع البشري كله.
