تحضر مفردة «السلام» بوفرة في المدوَّنة الدينية الكتابية، وهي تتفوَّق في ذلك على أي مدونة «ثقافيَّة» معروفة. ومع ذلك يحفل التاريخُ الدينيُّ بحضورٍ متكررٍ لواقعة «الحرب» وحوادث الصراع المُولِّدة للعنف، «بدءًا من مجازر التراث الحبري المسجلة في العهد القديم، إلى معارك الكنيسة والفرَق المسيحية التي تواصلت تداعياتُها لما بعد العصور الوسطى، حتى معارك الفتح والاقتتال الداخلي التي لم تنقطع عبر تاريخ الدولة والفرَق الإسلاميَّة..». تاريخيًّا وفي جميع السياقات الكتابية لم تكُن النصوصُ في حدِّ ذاتها كافيةً لصنع السلام، ويبقى السؤال مطروحًا في خصوص التديُّن الإسلامي الذي يحفل كتابُه بنصوصٍ سِلميَّةٍ وافرة: لمَ يبدو العنفُ الدينيُّ وكأنَّه خاصيَّة إسلاميَّة؟ "