:ليس ريحٌ هي ما تقبضُ الآن/يا أحمد/لكنها روح التي فارقتْ.بهذه الكلمات يقدم أحمد الشهاوي لديوانه الذي ضم مختارات من قصائده. وأول ما يلفت الانتباه هو الإيقاع الذي يميز معظم قصائد المجموعة، وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في جعل القصيدة تنساب بخفة لتلامس وعي المتلقي.في (ركعتان للعشق) يقرأ الشاعر ...في كتاب الرمل، ويغذ السير نحو بلاد بعيدة، يبطئ الخُطى تارة وتارة يسرع الخُطى، فالبلاد دائماً قريبة، ودائماً بعيدة والشاعر يعمق الإحساس بغربته، في عالم تسوده الصراعات وتتطاول فيه المسافات حتى لا يعود المرء قادراً على بلوغ منتهى رحلته. إن العالم في قصائد الشهاوي لغز يصعب حله، والباب مفتوح على احتمالات عديدة للتأويل.الباب مفتوح /حيث لا حيث/مرت طيور من يدي إلى الهواء... /سين هي الدنيا/ونون مدخل ونهايةولعل الشاعر أراد أن يرسم بهذه العبارات صورة لحالة القلق الكامنة في نفس المبدع الذي يسعى لتجاوز نفسه باحثاً عن معان عميقة يشرف من خلالها القارئ على أعماق الشاعر الذي أنهكه السفر والترحال.