مصر هي الأرضُ الوحيدة التي ذكرت في كل الكتب السماوية بلا استثناء، وتُوّجت بذكرها صراحةً في عدة مواضع في الكتاب المحفوظ القرآن الكريم)، منها قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ (يوسف: 99). خلاف المواضع التي ذكرت ضمنًا، واتَّفق العلماء على أنها هي المعنيَّةُ بالوصف المكاني والزماني، أيضا ما نُقل لنا في الأثر من ذكر أهلِ مِصْرَ شعرًا ونثرًا، وفي ذلك دلالة واضحة وصريحة على القيمة التاريخية والقصصية التي تمثلها مصر وعلى رأسها بالتأكيد حاضرتها التاريخية “القاهرة”. وربما ذلك ما دفعني لتخصيص هذه المجموعة القصصية للقاهرة، وتضمينها الكثير ممّا يعيشه أهلها وزوارها من مفارقات.