يأتي هذا الكتاب ليستكمل حلقات من كتب المسبار لاستكشاف الإسلام في البلقان والأناضول، ولرسم الخارطة الأساسية للتدين الشعبي في تركيا والبلقان وروسيا. والإسلام الشعبي فيها تكتنف رواياته الغموض، ولكنه يحتوي على تفسير لكثير من التحالفات السياسية المعاصرة، ويساعد فهمها على تحليل ظاهرة الحركة الإسلامية التركية، والتيارات المحافظة، وعودة الإسلامات، وصعود وانهيار الدولة العثمانية والمعاني المختلفة للخلافة والسلطنة. ويتبقى بعد هذا الكتاب تناول الإسلام الشعبي بصيغته الأخرى الموجودة في المولوية والنقشبندية وهما الأوفر بالتأثير مع إضاءة على الحركات التحديثية التي عاشت في رحابها كالحركة الجديدية. وهذه المساهمات تصب في الوعاء الكبير الذي يتناسب مع دراسة الإسلام وانفعاله مع الثقافات والتقاليد والعادات البعيدة، ويرصد سير اندماجه مع التقاليد، وهذا يفتح الباب لقراءة جديدة دائماً، وتفسيرٍ مختلف يناسب العصور الجديدة، ويشرح الظواهر التي تستغلق علينا، كما يتتبع الميراث الاجتماعي لكل حركة مسلمة .