الشاعرة الفهيمة الماجدية هي قوة ناعمة لا يستهان بأهميتها الثقافية، إنها من أعمدة الحكمة في بلادنا، ومن قواميس اللغة واللهجة في شعرنا وأدبنا وثقافتنا. من الجمال الثقافي والوطني أن تشرق بوجهها في حياتنا ليراها كل من سينظر إلى عقولنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وتراثنا، فهي معلم ثقافي لا يحتاج إلا لنفض غبار الزمان عنه، ورفع الستارة للإشراق. كانت هذه الماجدية الفهيمة تقيم في كل حي، وكانت تدخل البيوت والمجالس وغرف النوم من دون استئذان من أحد؛ لأن الجميع كانوا أحفادها؛ بل كانت تصحب الجميع إلى كل الأمكنة في البر والبحر، فعندما يتعرض البعض لموقف صعب أو معقد شائك، يسمع بنت ابن ظاهر تقول له من أشعارها. هذه الفهيمة الماجدية احتفظ بقصيدتها الآباء والجدود في ذاكرتهم وصدورهم على الرغم من ثقافة المشافهة وندرة التدوين، فقصيدة بنت ابن ظاهر تمثل حصناً من حصون الذاكرة الشعبية، وكلما أبعدنا الأتربة التي تحيط بقاعدة هذا الحصن، تبين لنا أننا لم نكن نعرف مدى شموخه، فهي جوهرة من جواهر بحر تراثنا، من البر والوفاء أن ننفض الغبار عنها ونمسحها بماء الورد ونقدمها لأهلها وأحفادها بصورة عصرية تقبل التثقيف والتحديث والمعاصرة.
