يتناول هذا الكتاب شعر الماجدي بن ظاهر؛ وهو أشهر الشعراء القدامى في الإمارات العربية المتحدة، وقد اشتهر بالحكمة، وكان شعره يقدم الأمثال في الكثير من شؤون الحياة التي يعايشها الناس، فإذا ذكر الكرم أو السماح أو التربية الحسنة للشبان؛ تمثل المتكلم بشعره. لم تكن الإمارات بحكم الجغرافيا قريبة من الحواضر العربية التي اشتهرت بالعلم والثقافة، ولقد كان أهل الإمارات في تلك الأزمنة يعيشون حياة البدو في تنقلاتهم ولهم علاقة بالبحركغيرهم من عرب ساحل الخليج، فكان وجود شاعر حكيم كابن ظاهر في ذلك الزمان يعدمكسباً ثقافياً مهماً، شاعراً يعلمهم الحكمة ويذكرهم بالقيم الحسنة التي تنشر المحبة والفضيلة بين الناس. وقد أتيح لهذا الشاعرأن يتربع اسمه في ذاكرة الأجيال من دون كتاب، وقد بقي شعره ناطقاً بين الناس، ويدخل المدن ويرتاد الصحراء، ويتجول في السواحل.وقد نجا شعره وذكره من غبار القرون الماضية ومن أميتها وظروفها الاجتماعية الصعبة وتقلباتها القَبلية والسياسية. ومن اللافت للنظر أنكل قصائد هذا الشاعر تبدأ بلقبه؛ الماجدي، أو كنيته؛ ابن ظاهر، أو بصفته الأدبية؛ الفهيم، ولا تحمل اسمه الشخصي.
