في أزمان متباعدة، وفي أماكن مختلفة، وموضوعات متنوعة.يجمع بينها أنها خضعت للتدقيق، والفحص، والنظر مرات عدة، وربما نشرت في أكثر من وعاء علمي.كما يجمع بينها أيضاً أنها تدور حول قضايا أدبية، ونقدية قديمة-نسبياً، تعود إلى مطلع القرن العشرين، لكن القول فيها لا يزال مفتوحاً كجرح غائر في جسد الثقافة أعيا الأطباء علاجه.أغلب هذه المقالات مقالات تطبيقية تعالج نصاً محدداً، أو تستكشف جهدَ ناقدٍ، وتبحث في دهاليز آثاره لتبيّن ما تضمّنه ذلك الجهد العلمي من سمات تعطيه مشروعية الدرس والاهتمام ، ما عدا مقالين اثنين، يغلب عليهما البحث النظري البحت، إذ يحاولان أن يعالجا فكرة معيّنة، وإن كانا ينطلقان من النصوص النقدية، وهما اللذان يبحثان في الصلة بين الرواية والتاريخ، وفي مفهوم أدب الطفل، ويفترضان فرضية يسعيان لتجريبها، وتحليلها فيما استقبلاه من صفحات.وسؤال المنهج هو السؤال الغائب الحاضر، إذ لم يُطرح بصورة مباشرة بحيث يكون واحداً من موضوعات الكتاب، لكنه كان المعيار الذي تفصل المقالات، لأجله.وهو الحكم على صحة العبارة، وإنشاء الأجزاء وترتيبها، كما البحث عن متمِّمات لهذا المنهج أو ذاك تناسب المتن المدروس، وتتفق في تركيبها مع المنهج الأصلي، وهي جهود تمثل إضافة إلى هذه المقالات؛ إذ لم تؤخذ المقولات المنهجية السابقة على صيغة معيّنة، وإنما سعت إلى تطويعها للنص، والرؤية التي يتضمنها النص، ويطمح الكاتب إلى الوصول إليها، والكشف عنها.وفي الجملة، فإن هذا الكتاب قد ألِّف على مراحل متعددة، ومرَّ بقراءات مختلفة قبل أن يصير إلى قارئه في صورته الأخيرة.
