إن النباتات إذا تعرضت لحرمان من ضوء الشمس تذبل وتموت، بينما ضوء الشمس هو النمو والحياة، وبعض النباتات تعرف هذا، لدرجة أن النبات الموجود في نافذة مقابلة لضوء الشمس، فإنها تتحرك وتميل نحو الضوء وتمتد مفتوحة لتقع بقدر ما تستطيع تحت ضوء الشمس من أجل أن تنمو وتزدهر. ويعرف هذا بـ "تأثير هليوتروبيك" heliotropic effect.. وترى "فريدريسكون" أن هناك تأثير مشابه للهيليوتروبيك في البشر، حيث الإيجابية أمر بالغ الأهمية لحياة جميع البشر، ومن لديه أهداف إيجابية فمن المحتمل أنه سيتحرك نحوها. ونحو المصادر الإيجابية والفرص التي تدعم الأهداف، ويمتد مفتوحاً لأخذ قدر ما يمكن من أجل الازدهار. إن توجيه عقل المصدوم ومشاعره إلى التغيرات الإيجابية المحتملة التي يمكن أن يمر بها، يجعله يراها ويدركها، ومن ثم يمارسها. لذلك العمل مع المصدوم وفق تصور تخفيف الضغوط، يختلف عن تصور الصمود، ويختلف عن مستوى وفلسفة الوصول للنمو وإدراك التغيرات الإيجابية مع التخفيف من الضغوط. إن هذا التأثير يشبه المثل القائل "هناك ضوء في آخر النفق المظلم" وإذا كانت النباتات تبحث وتميل نحو الضوء، لأنه يعطيها حياة، فكذلك دورنا أن نوجه المصدوم نحو الضوء كي ينمو في الحياة. ومن ثم فإن مفهوم نمو ما بعد الصدمة يعتبر منظورا جديدا يستحق أن يتم دمجه في الممارسة والتدخل الإكلينيكي حيث كثيرا ما تم التركيز على في علم النفس الصدمي إن جاز التعبير فقط على الآثار الضارة للصدمات، وبالتالي قصر فهم التعافي من الصدمات على النموذج المرتبط بالتخلص من المرض أو نموذج العجز وهو نموذج طبي في الأساس. في حين اعتبار PTG نتيجة محتملة أخرى للتعامل مع الصدمات يوسع نطاقنا تقييماتنا واتجاهاتنا الإكلينيكية حيث يضيف منظورًا جديدًا وعلاجا مساندا وليس علاجا جديدا في العلاج النفسي.
