تعتبر الفترة السّابقة للإسلام في منطقة جنوب شرقيّ شبه الجزيرة العربيّة أو ما كان يُعرَف بإقليم عمان من الفترات التّاريخيّة المهمّة التي تمتدّ زمنيّاً إلى فترة موغلة في القِدم أثبتتْ الآثار والمؤشّرات الماديّة على حدوث التّفاعل الإنساني على هذه الأرض. ومع تتابع عمليّات الكشف الآثاريّ وإثباتاتها للحضور الإنساني في المنطقة إلا أنّ المصادر التّاريخيّة والأدبيّة والجغرافيّة العربيّة الإسلاميّة قدّمت لنا صورة نصّيّة للأحداث في جنوبي شرق شبه الجزيرة العربية. وقد تفاوتتْ مقادير المعلومات التّاريخيّة من مصدر لآخر، كما تفاوتتْ نقولات المصادر من بعضها البعض بناء على البُعد الزمني لكلّ مصدر. وما وصل عن أخبار تلك المنطقة وأحداثها لا يعدو كونه أساطير وروايات خرافيّة وقصص شعبيّة. إلا أنّ هذه المقولة لا تصحّ على إطلاقها إذ إنّ المصادر القديمة أمدّتنا بمادة علميّة زاخرة تتطلّب تمحيصاً وقراءةً متأنّيةً وإعادة رسم للصورة التّاريخية. ومن الجدير بالذكر أنّ المعثورات الآثارية أكّدتْ ما أوردتْه عدد من المرويّات والأخبار في تاريخ عمان خاصّة وفي تاريخ شبه الجزيرة العربيّة عامّة وبالذّات فيما يتعلّق بالأقوام والهجرات القديمة.
