يحمل هذا الكتاب مضامين تمس كل إنسان يبدأ في استيعاب نفسه والآخرين من حوله ربما حتى قبل أن يتعلم الكلام ما الخير وكيف أكون طرفا فيه ؟ من الإنسان الصالح وكيف أكون مثله؟ تساؤلات أزلية اجتمعت نخبة من الأساتذة والفلاسفة وعلماء الأعصاب لتناولها بما تستحقه من جدية وتؤدة. مضفرين التطور العلمي والتكنولوجي وما تبعه من اكتشافات في مجالات علم الأعصاب وعلم النفس الأخلاقي مع النظريات الفلسفية الراسخة لخلق رؤية متكاملة تعرف القارئ بما تحمله في طياتها وما تفتقر إليه على حد سواء، تاركة له أن يتمعن في كل فكرة حتى يصل منها إلى أعظم الاستفادة وواهبة إياه مصطلحات وكلمات جديدة توجه نظره إلى أضيق الأزقة التي قد تختبئ بين ثنايا المفاهيم. فلا يعيها المرء ولا يكتشف أنها كانت تنقصه حتى يجدها أمامه، لا يصلح هذا الكتاب للقراءة المتعجلة بل إنه يدعو قارنه إلى التمهل والمثابرة للوصول إلى الفكرة وإدراك تبعاتها وتمحيص الأسئلة قبل الإجابات وطرق كل الأبواب العلمية والأدبية على حد سواء، ليكون هذا الكتاب مرأة تسعينا الحثيث لإدراك صلاحنا والتشبث به املا في النجاة.
