هذا الكتاب هو جولة نقدية في أفكار بعض الفلاسفة العرب، ومؤلفاتهم التي تطرّقوا فيها إلى مسألة التنوير، والعلاج الذي اقتروحه للخروج من المأزق الحضاري الذي نعيش فيه. ثمة سمة لافتة التقطها الكاتب تميّز هؤلاء المفكرين، وهي التظاهر بأنهم علمانيون، وعقلانيّون بعيدون عن التيارات الرجعية، بل ويتبنّون أحيانا مقولات نقدية ماركسية حتى، لكن إذا نبشنا في العمق سنكتشف أنهم اخوانجية نَصيرو الاخوانجية. وثمة منهم حتى من تخلّى عن ذاكرته السابقة، انتفض ضد التنوير وأصبح معادٍ له حتى الموت، الأخطر من ذلك هو أنّ آخرين اختاروا الاندماج في التيار وأصبحوا يُثنون على الإرهابيين في سوريا ويُمجّدون أعمالهم باعتبارهم مقاتلين من أجل الحرية. علاوة على تفكيك ومناقشة أطروحات هؤلاء المفكرين على مختلف مشاربهم، وفضح استقالتهم ومراوغاتهم وتزييفاتهم، فإن الكاتب يطرح البديل: تنوير شامل بلا مهادنة ولا تردّد.
